القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة بائع المناديل - الجزء الثاني

    قصة بائع المنديل الجزء الثاني 

قصة بائع المناديل - البارت الثاني

نظرت السيدة التي يظهر عليها علامات النعمة والغنى إلى الطفل الصغير، وغابت في ذكرى بعيدة طويلة.

تذكرت وهي طفلة صغيرة كانت تذهب مع أمه إلى المزرعة لتعمل أمها بعض الأعمال في المزارع لكي تأخذ جنيهات قليلة تساعدها وتساعد أبوها المريض في المصاريف التي كانت متراكمة عليهم، مصاريف البيت ومصاريف الأولاد ومصاريف علاج الرجل المريض.

وتذكرت السيدة الغنية الرجل الذي جاءها من بين تلك الظلمات وانتشالها من الفقر والحرمان، وطلب أن يتزوجها بعد أن تخرجت من كلية الطب بترتيب الأولى على الدفعة، فجاءها أحد زملائها الأغنياء جدًا، وطلب أن يتزوجها فرضت في أول الأمر ثم طلب ثانيًا فرفضت ثم ثالث فرفضت فاصر زميلها على معرفت سبب الرفض، غأبت أن تخبره بالسبب فأصر وألح عليها كثيرًا.

فأخبرته بحقيقة حالتهم المادية بأنها فقيرة جدًا، وأن أبها رجل مريض طريح الفراش لا يملك من حطام الدنيا شئ، وأن الي يسعى عليهم وعلى النفقة على البيت هي تلك السيدة التي أصبحت عجوز كبير ظهرت علامات الزمان في جميع تفاصيل وجهها.

ثم قالت: أين أنا وأين أنت؟

أنت ابن لعائلة غنية وصيتها مشهور في كل مكان، وأنا بنت فقيرة لعائلة فقيرة، وليس لنا صيت ولا اسم، وأنت لابد أن تتزوج مَن تشبهك.

فقال وقتها ذلك الشاب: اتظنين أني لا أعلم كل هذا عنك؟!

فانزعجت الفتاة، وقالت: تعلم ماذا؟

قال: أعلم بحالة أبيك، وحالة أمك وحالتك المادية، أعرف كل شئ عنك، وأصر أن أتزوجك.

قال: بعد كل هذا؟

قال: وأكثر من هذا.

فأنا أريد زوجة اصيلةن تكون زوجتي وأم أولاد، لا أريد فتاة كل همها من الدنيا الملابس والفسح، والتي يكون أخر همها من الحياة بيتها وزوجها.

فتزوجها الشاب، وأنتقلت معه إلى القصر الفاره والذي كان ممتلئ بالخدم والحشم والأثاث وجميع متع الحياة.

وفي لحظة فتحت أشارة المرور وانتبهت السيدة لأصوات السيارة عالية تطالبهات بالتحرك، فكل الناس في عجلة من أمرهم.

فتحركت السيدة وقادة سيارتها بهدوء، وتوقفت بعد الإشارة على اليمين، ثم نزلت من السيارة بملابسها المحتشمة الجميلة وفي يدها شنطة يدها، وعادت مسرعة إلى الطفل ونادت عليها، وفجاءها مسرعًا، وقالت: بكم علبة المناديل؟

قال الولد: بجنيه واحد فقط يا سيدتي.

قالت: معك كم علية مناديل؟

قال الولد: معي عشر علب مناديل.

قالت السيدة: أعطنيهم جميعًا.

فلمعت عيني الطفل لمعة شديدة لأنها سوف يبيع جميع علب المناديل التي معه دفعة واحدة، وسوف يحصل كل ما أراد من الربح دفعة واحدة.

ولن توافق السيدة أن تعطيها المال بغير مقابل حتى لا يكون في شككل شحاذة ولكنها أصرت أن يكون المال مقابل المناديل.

فأخرج الغلام جميع المناديل التي معهوكان تسع فقط وليست عشرة لأنها نسى أنه باع علبة مناديل عندما كانت الإشارة متوقفة، فقالت السيدة: بابتسامة هادئة هذه تسع فقط وليست عشرة.

فانتبه الطفل الصغير في حرج شديد وقال: معذرة سيدتي فقد بعت واحدة الآن، ولم انتبه معذرة آسف.

فأردت السيدة الهادئة أن تمرر الموقف دون حرج قالت لا بأس أنا سآخذهم جميعًا، حتى وإن كانوا أقل من ذلك.

ثم أخرجت من حقيبتها خمسون جنيهًا وأعطتها للطفل فقال الطفل:معذرة يا سيدتي ليس معي فكة.

قالت السيدة: لا أريد الباقي، أجعل الباقي معك وسوف أمر غدًا وأخذ منك مناديل، وكل يوم سوف آمر وأخذ منك ما اريد من المناديل وأجع المال معك، فإذا نفذ المال أخبرني.

وبالفعل جعلت السيدة تمر عليها كل يوم وتأخذ منه ما معه من المناديل، فإذا أنتهى المال أعطته خمسون جنيهًا أخرى وهكذا ظلت تفعل السيدة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات